نعم… تتجسد كل الخصال الطيبة بشخص ناصر صباح الأحمد من كافة الأوجه ، فمنذ الصغر، والشيخ ناصر يظهر تقديره للأشخاص من مختلف الأديان والأعراق والجنسيات . فمع تركيزه على التنمية السياسية والاقتصادية في الكويت والفنون الخاصة بالعالم الإسلامي ، كان يدرك تمامًا قيمة الثقافات والحضارات والأفكار الأخرى .
فبصفته ابنا لوزير الخارجية ، فقد نشأ وهو يشهد الأثر الحقيقي للتفاهمات والتحالفات الدولية وحل النزاعات . وفي خلال السنوات التي قضاها في القدس ، كان معروفًا عنه زيارة المساجد والكنائس والمعابد اليهودية لفهم المجتمعات التي تحيط بلاده ، وبصفته عاشقًا حقيقيًا لكل الأشياء الجميلة ، فقد استمتع باستكشاف الممارسات الفنية والثقافية المتأصلة في المناطق التي زارها في رحلاته.
ولقد أدى هذا الإنفتاح على مختلف الأصعدة أن أصبح ناصر صاحب دراية وخبرة ورؤية ثاقبة متعددة الثقافات ، وخير دليل واضح على ذلك دعمه الجلي لحقوق المرأة في الكويت. ففي حين كفل الدستور المساواة بين الرجل المرأة ، إلا أنه عملياً ، ولا سيما في الواقع السياسي كانت المرأة تخضع لقيود اجتماعية وثقافية حدت من دورها في المجتمع. ولقد كان الشيخ ناصر مؤيداً ومناصراً لحقوق المرأة بشكل قوي وصريح ، ومدركاً تماماً بأن بلاده تستحق الاستفادة من الإمكانات التي تمتلكها سيدات الكويت.
وفي بداية حياته المهنية ، أدرك الشيخ ناصر أنَّ تأثير المرأة على المجتمع يمتد إلى ما هو أبعد من قضايا حقوق المرأة التقليدية . ولقد كان يَعْلَم بأنَّ دعم المرأة في مختلف القضايا السياسية والإنسانية من شأنه تحسين نوعية الحياة في الكويت وخارجها .
وبغية تحقيق ذلك فقد شارك السيدة نورية السداني في العديد من المشاريع وعلى مدى عدة سنوات . ففي عام 1979 ، على سبيل المثال ، عملا معًا في مشروعها الخاص بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الشارقة.
وتولى لاحقًا رعاية مشروع “تنامي” الداعم لحقوق المرأة والذي جمع مختلف أطياف المجتمع الكويتي معًا.
وكتذكار مرئي ومشهود لأهمية دور المرأة في الكويت ، فقد قام الشيخ ناصر بتكليف النحات الكويتي الشهير سامي محمد بنحت تمثال برونزي يمثل كفاح المرأة الكويتية للوصول إلى مكانها المستحق على المسرح السياسي .
لمزيد من المعلومات عن النحات سامي محمد – اضغط هنا
وعلاوة على ذلك فقد كان الشيخ ناصر من أنصار حركات حقوق الإنسان في البلاد وخارجها. وكان ذا إسهامات متعددة في المجالات الاجتماعية والثقافية بمختلف أنحاء العالم . وكان الرئيس الفخري للجمعية الكويتية للدفاع عن المال العام ، والرئيس الفخري للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ، وعضواً مؤسساً لجمعية الهلال الأحمر الكويتي ، والجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، ونادي الفروسية. وخير مثال على ذلك دعمه لمنظمة تركواز ماونتن.
وهي مؤسسة خيرية أسسها صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز06-04 بتاريخ (4/6/2007) وتمارس أعمالها في أفغانستان وميانمار والمملكة العربية السعودية والأردن. 028 ساعدت رعايته الخاصة لمؤسسة التركواز ماوتن في إحياء المناطق التاريخية والحرف التقليدية ، وفي إستحداث المهارات والوظائف الحرفية ، كما أسهمت في تعزيز الشعور المتجدد بالفخر لدى المجتمعات المحلية.
قدّم الشيخ ناصر دار حسن ( منزله الخاص ) بالمملكة الأردنية الهاشمية لمؤسسة التركواز ماوتن من اجل تقديم خدمات تنموية للاجئين من سوريا وفلسطين والراغبين بتطوير مهارات المهن اليدوية لديهم من الأردن.
لمزيد من المعلومات حول (تركواز ماوتن) Turquoise Mountain, اضغط هنا
وكان إيمانه المطلق بقدرة الناس على تحقيق التقدم والازدهار إذا أتيحت لهم الفرصة المناسبة لا يقل أهمية بالنسبة للشيخ ناصر عن جمع القطع والتحف والخدمات الحكومية.
و وفي كثير من الأحيان ، كان الأطفال بشكل عام والأيتام بشكل خاص موضوع اهتمام ناصر، وكانت تغمره السعادة وعلى نحو خاص عند التواصل معهم . ولقد ظل مخلصاً لهذه القيمة حتى نهاية حياته رحمه الله.
لقد كان للأطفال مكانة خاصة يفخر بها ناصر كثيرًا . ولقد كان قدوة حسنة لجميع أبنائه الستة الذين حذوا حذوه في الأعمال الخيرية و الإنسانية، فابنته دانا ملتزمة بالتعليم مهنياً وشخصياً. ويحظى محو الأمية باهتمام خاص لديها، وهي الآن الراعي الرسمي لجائزة “اللقاء”، وهي جائزة أدبية للقصص القصيرة العربية صاحب فكرتها الكاتب المسرحي طالب الرفاعي.
أما إبنه الأكبر عبد الله ، فيشاركه شغفه بالطبيعة والنباتات والحيوانات . ولديه شغفه الخاص بحياة الصقور.
أما صباح ، الإبن الأوسط فلديه اهتمام خاص بالفن والثقافة في المجتمع وهو الراعي الرسمي للعديد من البرامج التي تشجع المبدعين والفنانين الشباب.
في حين تسير ابنته بيبي على خطاه وتقدم الكثير كمؤسس ورئيس لجمعية العمل الاجتماعي الكويتية ، وهي إحدى منظمات المجتمع المدني الكويتية التي تأسست لحماية ودعم وتقديم الخدمات لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ، وسفيرة النوايا الحسنة للمنظمة الدولية للهجرة بالكويت.
وأخذت عنه ابنته الصغرى فتوح التزامه تجاه الأطفال ومحبته لهم وواصلت مسيرته في هذا المجال ومشاركته في المنظمات التي تضع على رأس أولوياتها تلبية احتياجات الأيتام في الكويت وخارجها.
أما ابنه الأصغر فهد فقد بدأ في زيارة الأطفال في المستشفيات مع والده عندما كان طفلاً، واستمرت هذه الزيارات حتى هذا اليوم . بالإضافة إلى ذلك ، يشغل فهد منصب رئيس للجنة الأولمبية الكويتية بشكل تطوعي ، وقد شهدت فترة ترؤسه للجنة رفع الحظر عن مشاركة الكويت في المسابقات الأولومبية بعد أن كان قد مر على ذلك خمس سنوات.
وليس بغريب أن يكون الرجل الذي أحب البحر والهواء الطلق والتخييم والصيد بالصقور وركوب الخيول من دعاة حماية البيئة والمحافظة عليها. فبالنسبة للشيخ ناصر، تحظى حماية البيئة بنفس درجة العناية والاهتمام التي لديه تجاه جمع القطع الفنية والحفاظ عليها. على صعيد العمل الرسمي ، فقد ساهم في تأسيس نادي الفروسية الكويتي، وأما على صعيد العمل غير الرسمي ، فقد أولى ناصر اهتماماً خاصاً للتخييم في الصحراء مشتملاً ذلك كافة العناصر التقليدية ، فهو عاشق للطبيعة ومدرك لأهمية الحفاظ عليها وحمايتها. ولقد نقل الشيخ ناصر جل هذا الاهتمام والعناية وطبقه في أعماله وخدماته الحكومية، حيث تولى منصب رئيس المجلس الأعلى للبيئة ، وكان من أولوياته السعي الى اعداد استراتيجية بيئية وطنية تتكامل مع رؤية الكويت 2035
وكان يحث ويشجع على تنفيذ الاستراتيجيات المعدة والمصممة لحماية الموارد الطبيعية في الكويت ، وعمل عن كثب مع الهيئة العامة للبيئة بمساندة فريقاً بيئياً متخصصاً عمل كذراع إستشاري له وللمجلس الأعلى للبيئة.
وعلى صعيد آخر رأى الشيخ ناصر أن تحديات المستقبل تحتم على الكويت التصدي للمشاكل البيئية العابرة للحدود وأن تعاون الدول المطلة على الخليج أمراً ضرارياً ، لذا تقدم بنوفمبر 2019 بمسودة مبادرة اقليمية – تعتبر الطاقة البديلة والبيئة أحد مرتكزاتها المهمة .
لقراءة تقرير ” منظمة الأمن والتعاون في الخليج ” – اضغط هنا