لم يكن مقرراً لناصر الصباح أن يصبح رجل أعمال ، ولكنَّه كانَ بارعاً في ذلك بالفطرة وبشكل مدهش أو على الأقل في أوجهٍ كثيرةٍ منها . فبعد أن انقطع وبشكل غير متوقَّع عن دراستهِ الجامعية ، باتَ يواجه تحدياً جديداً.
فقد تمَّ استدعاء ناصر من قبل والدهُ ليساعد في إدارة أعمال الأسرة حينذاك إكتشف بأنَّ لديه القدرة على التفكير بشكل خلاَّق خارج الأطر التقليدية وقدَّم اقتراحاتٍ وحلولاً إبداعيةً لمشكلات أعمال الأسرة . ولقد كانت هذه نقطة انطلاقهُ في عالم الأعمال حيث أثبت ذاتهُ بوصفهُ رجلَ أعمالٍ رائداً ومتمكّناً ومبدعاً.
لقد أسَّس ناصر عدة شركات إستثمارية مثل شركة الفتوح القابضة ، وشركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو) ، وشركة الأسماك المتحدة ، وشركة العقارات المتحدة ، وغيرها من الشركات والمؤسسات المصرفية وشركات التأمين وشركات الاعلام والتكنولوجيا.
في حين كانت الأعمال اليومية روتينية وشاقة ، إلا أن ناصر كان يُجيد تعرُّفَ المشكلات والصعاب ووضعْ الحلول اللاَّزمة لها.
وبسواعد فريق عمل متمكن لديه إستطاع من تنفيذ أفكاره واستراتيجياته والتي أثبتت فعاليتها في تصحيح مسار الأعمال وتدشين شركات جديدة بنجاح منقطع النظير.
لقد كان لتحقيق النتائج المطلوبة أهمية خاصة لدى الشيخ ناصر، في حين شكَّل اقتراح وابتكار الحلول التي تُحَقِّق تلك النتائج أكبر تحدي لهُ ، ناهيك عن أنَّ طبيعة العمل مع فريق ينفِّذ الاستراتيجية لها أهميتها الخاصة .
كما عمل ناصر الصباح واستثمر في الشركات الدولية والعالمية ، مثل لونرو Lonrho ، وهي مجموعة شركات مقرها في لندن ، ولقد كان أول وأصغر عضو مجلس إدارة عربي فيها ، كما كان مساهماً رئيسياً في مزاد كريستيزChristie’s الشهير، ولقد ساهم ذلك في صقل مهاراته المتعلقة بتحديد وفهم العوامل الاستراتيجية الرئيسية التي تؤثر في الأعمال والاستثمارات.
.ومن جهة أخرى ، فقد كان يأخذ بعين الاعتبار الشؤون السياسية الخارجية كعوامل رئيسية عند إتخاذ قرارات العمل .
إلاَّ أنَّ إهتمامه بالأعمال بدأ يتضاءل تدريجياً عندما أصبحت السياسة وجمع التحف الفنية شَغَفهُ الرئيسي . وهنا أوكل الشيخ ناصر أعمال الأسرة إلى أخيه الأصغر الشيخ حمد صباح الأحمد الصباح .
لقد حدَّد الشيخ ناصر نِقاط الضُّعف في وطنه ومكامن السياسات المحلية التي تؤثر سلباً على نجاح الأعمال ، وكوْن جرأة الطرح من أميز خصاله فقد أخذ على عاتقه مسؤولية إصلاح وتحسين نظام الحوكمة القائم .
ومن جهة أخرى ، فقد أسهم العمل في مجال الاستثمارات المحلية والدولية بتعزيز فهمه الإستراتيجي لمخاطر الأعمال مقابل إيراداتها وعوائدها .
فهذه الاستثمارات عملت على صقل مهاراته في فهم العوامل الاستراتيجية الأساسية التي تؤثر في الأعمال التجارية والاستثمارات.
كما أدرك ناصر بأنَّ الازدهار الاقتصادي قد يكون بعيد المنال وقصير الأجل بسبب تعقيدات البيئة السياسية.
وفي أغلب الأحيان ، كان يضع سيناريوهات يتسع نطاقها إلى رؤى تنموية لما قد تؤول إليهِ الأعمال الاقتصادية والأمور السياسية في بلده ، خاصةً وأنَّ الاقتصاد والسياسة عاملان مرتبطان إرتباطاً لا ينفصم .
ومن أبرزْ ما نادى به ناصر الصباح ، البحث عن مصدر دخل بديل للكويت بخلاف النفط الآيل للنضوب والمعرَّض لإهتزازات الاسعار ، وكان حلمه ” أن يعيد للكويت دورها التاريخى كما كانت قبل النفط ميناءً رئيسياً ومركزاً تجارياً مالياً خدمياً قائماً على أسس التنافسية واقتصاديات السوق يلبي احتياجات الكويت ومحيطها الاقليمي “.
وكدليل ملموس على سعيه للإصلاح ورغبته في القضاء على الركود السياسي ، فقد أسَّس الشيخ ناصر مجلة الزمن عام 1995 وهيَ مجلة سياسية تحمل رؤية تنموية ، كانت دائماً صوتاً ناقداً ناصحاً لنهج إدارة الدولة دون الانحياز فى صراعات سياسية . وبلقاء مع جريدة الرأي العام الكويتية سنة 1997 قال ناصر الصباح ” الزمن لم تدخل طرفاً في رؤية مختلفة مع قوى سياسية فى الكويت أو اجتماعية فهى مجلة بحثية منطلقة من فهمنا لكويت المستقبل ، وهيَ تحفِّز وتحث وتدعو الى التعاون وتحض ممثليّ الأمة على تقديم الأفضل وتشجّع الزمن على طرح المسائل والتوصل إلى الحلول الكاملةًّ لها ، فنحن لا نحبِّذ الحلول الوسط حيث تكون فى غير مصلحة الكويت ، ومن ضمن إهتماماتى أن يكون لدينا مؤسسة صحافية تجذِّر الرؤية المستقبلية وفلسفة الدولة وتحفِّز متخذيّ القرار ، والأمر من أهدافنا الأساسية . “
لمــاذا ” الزمن ” ؟ – وما الهــدف من إصداركم لهــا ؟
قبل صدور “الزمن ” الشهرية بمـدة غير قليلة كنا نحــاول فهم ما تطرحــه السلطات أجمـــع في ما يخص حاضـــر الكويت ومستقبلها، ولكننا وجدنا أنفسنا أمام تناقضــات صارخة ، منها على سبيل المثال : الطرح السامي المتضمن في خطابات حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله من 1978 حتى الآن ، والذي ينطلق من الديمقراطية والقانــون ثوابت أساسية ، ويؤكــد مبــدأ المســاواة في الحقوق والواجبات بين أفــراد المجتمــع ومكوناته ، وهو الطرح الذي كان ولا يزال يبعث فينا روح الأمل ، ولكننا في المقابل نجد أن السلطة التنفيذيــة ، التي يفترض بها أن تجســد هذا الطرح وتلك الرغبات الأميرية إلى أعمــال ملموسة ، نجــدها تتخــذ مواقف مناقضـة تماماً للطرح الأميري السامي …وهو أمر لا نستطيع فهمــه ولا قبولـه ، وخصوصاً من موقعنــا كأفراد في أسرة الحكم .
وأنا شخصيا وعــدد من إخواني ممن يشاركونني النظرة والرؤيــة ، نرى أن هذا الموقف غير المقبـول من السلطة التنفيــذية يمثل تدميراً للبيئــة الأساسية للمجتمـع والدولة .
ومن هنا وجدنا أن هنــاك ضرورة لأن نطــرح رأينـا ونعلن موقفنــا ازاء ما يجري ، وهــذا ما نأمــل أن نعبر عنــه بوضوح وصراحـة في مواقـــع مختلفــة منها مجلة ” الزمن ” .
أي قضايا ستوليها ” الزمن ” أولويتها ؟
قضايا ” الزمن ” وأولوياتها هي قضايا الكويت وأولوياتها …
وعلى سبيل المثال لا الحصر ، هناك الحاجة لبلورة رؤيـة تنمويـة واضحة ، مستندة إلى منظـور تاريخي وفلسفي واستراتيجي ، يحاول الاستفادة من الإمكانات الراهنـة من جهة ، واستعادة الدور التاريخي للكويت من جهة ثانية ، واستنهاض طاقات الإنسان الكويتي ، وقدراته وفاعليته من جهة ثالثـة في إطــار تحديـات عالم اليــوم ومتطلبات التنمية في ظل شروط العولمة والتنافسية واقتصاد السوق والتنمية في رأينا فريضــة واجبــة ، ونحن من القائلين ، لا وطن بلا تنمية ، ولا تنمية بلا إنسان …قضيتنا الكبرى هي المساهمة في بلـورة مشروع لنهضة الكويت ، بحيث لا يتم الاعتماد فحسب على مورد واحـد عرضـة للاهتزاز أو النضوب أو بالاعتماد على فوائض مالية متأنيــة من دون بذل أي جهــد حقيقي ، بل نهضــة وتنمية مستدامة تضمن استمرارية العيش الكريم مقابل جهــد إنساني مبذول .
القضية الأخرى ، التي تمثل اولوية ” الزمن ” هي قضية الديمقراطيــة والالتزام بها وسيادة القانون والحرص على تطبيقه والنظر بجديــة للمطالبة الشعبية الواسعة بقضيــة الإصلاح السياسي كمدخل للإصلاح العام ، مع إقرارنا بأن الإصلاح السياسي مفهوم يتراوح فهمــه بين من يراه في فصل ولاية العهد ، وكذلك بين من يراه في سلطة تنفيذيــة تضم وزراء ذوي كفاءة وخلفية نجاح واحترام اجتماعي ، أو غير ذلك .
وهناك أيضا قضية الفساد واستباحة الأموال العامة ، حيث تعتبر الحفاظ على المال العام جزءاً لا يتجزأ من الحفاظ على النظام نفسه .
وهناك قضية نزاهة الأنتخابات إذ نرى ضرورة تطبيق ما نصت عليه المذكرة التفسيرية للدستور من وجـوب النأي بأسرة الحكــم عن التجريح وعــدم الحياديــة في الممارسة الانتخابية ، وسنحرص على أن تتسم الممارسة الانتخابية بالنزاهــة ومنع تدخلات السطلة التنفيذية فيها/
هل ستكون ” الزمن ” مجلة مواليــة أم مجلة معارضــة ؟!
” الزمن ” مجلة موالية للعقد الاجتماعي ولأسس النظام ومبادئـه وللحقوق الدستورية للمواطنين …ومن يقف ضد هذا العقــد وهذه الأسس والمبادىء والحقوق هو ” المعارض ” لا من يدافع عنها ويعمل على تعزيزها …وهنا فإن ” المعارضة ” تتمثل في تقديري في السلطة التنفيذيــة ذاتها وفي ممارستها .
كذلك حرصت الزمن من خلال افتتاحياتها على تناول القضايا الاستراتيجية مرتكزة على جرأة الطرح ووضوح الموقف وموضوعية التحليل وقد كان الهاجس التنموي الوطني هو المحرك الأول لكل ما تضمنته الافتتاحيات التى لاقت اهتمام القرّاء بمختلف شرائحهم بما في ذلك الشرائح المهمة من صنّاع القرارت السياسية والاقتصادية وغيرها
تفَاعلَ ناصر مع الظروف السياسية التى أحاطت به ، فَكَتَب عدة مقالات. اضغط هنا لقراءة المقالات أشهرها على الإطلاق مقالته التى وجهها لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ” سيدى .. سرحهم وتوكل “-، ومقالة أخرى صاغها بنفسه بعنوان ” هل من حل ؟ ” نشرت في العدد الثالث والثلاثين للمجلة عام 1999 ، وهي بمثابة دعوة لحل قضايا ومشاكل الحوكمة الهيكلية التي تعيق التنمية المستدامة ، التي يطال تأثيرها كل من الاقتصاد والمجتمع .
كما أستهَّل الشيخ ناصر ظُهورَه الإعلامي مع الصحافة المحلية والعالمية منذ ما يقارب الأربعين عاماً مَضَتْ ، تحلّى فيها بالشجاعة وصلابة الموقف فى التعبير عن رأيه السياسي متجاوزاً ما هو متعارف عليه تجاه القضايا ” شديدة الحساسية ” بدِءاً من لِقاء جريدة الأنباء سنة 1984 م ومروراً بلقاء جريدة الرأى العام بسنة 1997 ، وحواراً مع مجلة الزمن عام 1999 مُعلناً في هذه اللقاءات ولقاءات صحافية ومرئية أخرى عن خطَّه السياسىي والتنموي والإستراتيجي بصدق ووضوح مكَّن الرأى العام من فهمهُ وقبولهُ والتأثّر بهِ .
وكذلك لَعِب الشيخ ناصر دوراً فاعلاً بندوات عامة ، فقد حضر ندوة عقدت بجمعية المعلمين بتاريخ 6 يونيو 1990 تتعلق بإنشاء المجلس الوطني وفيما بعد نظر ناصر الصباح الى هذا القرار على أنه أفدح خطأ قام به في حياته ، وبمقابلة مع جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 3 مارس 1997 أبدى رأياً قاطعاً ” أنَّ تجربة المجلس الوطني ينبغى أن لا تتكرَّر أبداً ولا يمكن أن يكون هناك مجلس وطني ، وستكون مخاطرة كبرى في النظام السياسي ، والكويتيون اختاروا نظام دستوري ويجب أن تناقش القضايا ضمن آلياته”. منقول عن اجابته على سؤال موجه من جريدة الرأي العام .
وفى كثير من الندوات قدَّم خلالها أوراق عمل تقصَّت الواقع الحقيقي وأثارت اهتمام الحضور محليًّا ودوليًّا .
الحضور لمناقشة ورقة ناصر بندوة مستقبل العلاقات العراقية الكويتية عام 2000 – من اليمين د. علي الكواري الخبير والباحث الاقتصادي من قطر – د. أسامة الجمالي خبير بالمجال النفطي من العراق – جاسم السعدون خبير وباحث – رئيس مركز الشال للدراسات الاقتصادية – د. غانم النجار استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت – الشيخ ناصر صباح الأحمد المستشار الخاص لولي العهد ورئيس مجلس الوزراء – جيرد مومنان بروفسور في العلوم السياسية بعدة جامعات بريطانية – د. علي خريبط خبير وباحث بشؤون البيئة بالمنطقة – د. وليد خدوري استاذ في العلوم السياسية وخبير بالشؤون النفطية ومدير تحرير سابق لنشرة مييس المتخصصة بالشؤون النفطية
بتاريخ 23 مايو 2020 الساعة 1:20 فجراً أطلق ناصر صباح الأحمد الصباح أول تغريدة له من حسابه على التويتر ناصر صباح الأحمد الصباح، حيث لاقت تلك التغريدة خلال ساعات قليلة ترحيباً شعبياً كبيراً ، فَحَظِيَ هذا التفاعل الشعبى بإهتمام منصة سوشال ووتشر المتخصصة فى تحليل اتجاهات الرأى العام على وسائل التواصل الاجتماعى باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعى لتضع حساب ناصر تحت مجهر التحليل الحاسوبى وتمَّ رَصدْ التفاعل مع الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح للفترة من 10 ديسمبر 2017 وحتى 31 ديسمبر 2020 لعدد 605,626 الف تغريدةً لعدد من المغردين بلغوا 160,759 ألف حيث ظهرت نتائج الرصد أن التغريدات تناولت موضوعات – الفساد – الاصلاح – التنمية – تطهير البلد – الحكومة – الشيوخ – نظافة يد الشيخ ناصر وسمعته الطيبة – الدعاء له بالشفاء فى اثناء مرضه – استلام وسام الاستحقاق للأمير الراحل – ولى العهد – رسالة الشيخ ناصر لسمو رئيس مجلس الوزراء – صندوق الجيش الصندوق الماليزى – وفاته – الدعاء له بالرحمة والمغفرة عَقِبَ وفاته ، مقال احياء الميناء ، وتناولت الصحافة الكويتية والمغردين هذه المشاركة للشيخ ناصر بعالم تويتر بالترحاب.
صدح بصوت الحق مجدداً وبعلانيته المعهودة الأخ الفاضل الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح، النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السابق، مساء الخميس الموافق 23 يوليو 2020، ضد الفساد والمفسدين.
فقد فجّر ذلك المساء ضمائر الشعب الكويتي الوفي عبر فضاء تويتر بتغريدة له وعبر حسابه الرسمي، حيث قال نصاً «محاربة الفساد معركة تبدأ بتطهير مؤسسات الدولة من فاسديها ومن ارتبط بهم دون تمييز، خصوصاً في ظل ظروف اقتصادية صعبة، فلا تنمية ولا عدالة في الدولة بوجود الفاسدين في مؤسساتها. وغير ذلك لا يكون إلا إفساداً فوق إفساد، وما نراه أقل مما نتمناه».
قبل ذلك، غادر ناصر صباح الاحمد حكومة الشيخ جابر المبارك تاركاً فراغاً سياسياً، لكن ظل اسمه محفورا في وجدان الشعب الكويتي وفي صدر اهتمام الإعلام المحلي والعربي والدولي، بسبب مواقفه، التي جلجل فيها أركان الدولة فعلاً وقراراً، بإحالة كل شبهات التعدي على المال العام بعد اكتشاف شبهات خفايا مخالفات صفقات وزارة الدفاع، التي تجمعت بصندوق أشبه ما يكون بصندوق الساحر Pandora’s Box.
لم يتوان الشيخ ناصر صباح الاحمد عن ممارسة ليس وظيفته الرسمية فحسب، بل وقناعته الشخصية ويقينه الوطني، الذي كابده على مدى زمن وقبل دخوله المعترك الوزاري.. فهو كان قريباً ولصيقاً بما كان يحدث وحدث، قبل وبعد وفاة الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح طيب الله ثراه.
بل كان ناصر صباح الاحمد ولا يزال يتحدث بلغة المواطن النزيه، يعرض مرئياته ورؤى غيره الاصلاحية، متبنياً متطلبات واحتياجات الاصلاح السياسي والاقتصادي كما تراه عيون وضمائر الشعب الكويتي لمصلحة كويت اليوم والاجيال والقادمة، من خلال مجلة «الزمن»، التي تعود ملكيتها له شخصياً، حيث لم ينكر هذه الحقيقة يوماً.. بل على العكس كان مرحباً وساعياً للاستماع لما يصله من رأي وتعليق بصرف النظر عن المصدر، وبتجرد من كونه أحد أعمدة أسرة الصباح الحاكمة، فضلا عن كونه الابن البكر لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح حفظه الله ورعاه وشافاه.
سطور التغريدة قليلة العدد، لكنها اختزلت ما يجول بصدر ناصر صباح الاحمد كمواطن وغيره من المواطنين.. فقد جاءت التغريدة في الوقت الذي تتوالى فيه فضائح الفساد على الكويت كقضايا غسل الاموال والاتجار بالبشر الى جانب التجاوزات في وزارة الدفاع.
بلا شك تلك التغريدة تحمل هدفاً ومغزى وطنياً في هذه المرحلة بالذات والتوقيت ايضا.. ليس المقصود من تغريد ناصر صباح الاحمد التكسب من الصدى الشعبي، وإنما ايصال رسالة الى الحكومة والشعب في آن واحد، وتأكيد صلابة موقفه الوطني من آفة الفساد فعلاً وليس حديثاً.
انني اسطر هذا الرأي ليس مجاملاً للشيخ ناصر صباح الاحمد وليس شامتاً بغيره.. انني اضع هذه السطور بين يدي الاخ الفاضل الشيخ صباح الخالد، رئيس مجلس الوزراء، الذي لا استطيع التوهم لحظة بعدم نظافة يده.
اتمنى ان يمعن الاخ صباح الخالد بطبيعة التحديات الحالية والغاية المأمولة من مطالبات أخيه ناصر صباح الاحمد، وان يتخذ قراراً مصيرياً لمصلحة الكويت وشعبها، وحفاظاً على سمعته الشخصية والمهنية ايضاً.. فالكويت تعيش مرحلة لا تحتمل التهاون والتأجيل او المجاملة لأي طرف كان، سواء من الاسرة الحاكمة او من خارجها.
فحدود الخيار السياسي يدركها جيداً الشيخ صباح الخالد.. وهما خياران لا ثالث لهما، وإنني على ثقة برجاحة العقل وحكمة القرار في تقدير احتياجات المرحلة الحرجة التي تعيشها الكويت.
كلي أمل أن تفتح رسالة ناصر صباح الاحمد الأبواب نحو مستقبل مزدهر وآمن للكويت وشعبها، حفاظا على قوانين الدولة والدستور، من دون تفسير خاطئ او تأويل.. فكفى الكويت تراجعاً وفساداً.
خالد أحمد الطراح