أن العمل الدؤوب لناصر صباح الأحمد يتميز في فن إقتناء التحف بحد ذاته وليس فقط تجميع التحف الفنية التي نالت الكثير من عمليات البحث والدراسة عنها . والنشر وعلى غِرار إهتمامه الكبير بأسرته وطموحاته الإصلاحية للكويت الجديدة فقد يكون ناصر قد برع وقدَّم أفضل ما لديه في جمع تلك التحف الفنية.
نعم كان لديه شغف من نوع خاص حِيال تِلك التحف والقطع الآثارية والفنية وما تمثّله ، ولقد كان يتعلَّمْ مِنها وعَنها الكثير ويعلّمه لكل من رغب بذلك بنفس القدر الذي يتعلمه من أصحاب الاختصاص .
أما روح المنافسة لديه فتكون في أوجها عندما يطرح وجهة نظره حيال تحفة ما ويسعى لإقتنائها برغبة مُلحَّة للفوز بها من خلال أسواق العاديات أو المزادات العالمية ، وعندما يحصل على تلك القطعة ، كانت تظهر على مُحيَّاه كل علامات السعادة والفرحة والطاقة اللامتناهية والتي لا حدود لها إذ كانت السعادة تنعكس لتشمل كل من هم حوله . فهو في نظره أنّ هذه التحفة ما هِيَ إلاَّ تجسيداً لحقبة تاريخية بكل أبعادها الدينية والجغرافية والسياسية والعلمية والتقنية فعندما بدأ ناصر في منتصف سبعينات القرن الماضي ، بجمع التحف الفنية من العالم الإسلامي كهواية أثيرة لديه ، كان يقضي الكثير من الوقت مع صديقه وصاحبه في جمع التحف الفنيــــــة السيد / جاسم الحميضي، ولقد كانا يتفحصان بإبتهاج أيّ قطعة تم شراؤها حديثاً ، وكانا يبحثان تاريخ تلك القطعة ودورها في تعميم مفهوم وأبعاد الفنون الإسلامية ، والقصص التي تسردها تلك القطع بحماسةٍ كبيرة .
إلى جانب إسهاماته الجمَّة وشغفه في إثراء المتحف بإنجازات الحضارة الاسلامية والحضارات التى سادت قبل بزوغ الاسلام ، فقد تأتَّى إليه أن يكمل الدور الثقافى بوضع الحجر الأساس لمشروع آخر ظَهَرَ فيما بعد ألا وهو المسلسل الوثائقي ” العرب ” .
“العرب” هو مسلسل وثائقي يتألف من عشر حلقات ، أسهم ناصر في وضع مفهومه العام وسياقه وتمويله ، حيث توثِّق كل حلقة على حدة الحياة لعشرة دول عربية باحثة عن الهوية المشتركة ، ولقد كان ناصر منتجاً رئيسياً لهذا العمل مع ” تلفزيون فيديو آرتس ” Video Arts Television ، بالتعاون مع شركة Kufic Films B.V..
بالواقع ، كان المسلسل استمراراً لسعيه لفهم ثقافته ومشاركتها مع أولئك الأقل دراية – من خلال وسائل مرئية أخرى .
وفي وقت لاحق ، وبعد أن أثبت ناصر لنفسه بأن لديه فهم راسخ ودراية وافية بالفنون الإسلامية التي امتدت زمنياً منذ فجر الاسلام الى القرن الثالث عشر الهجرى وجغرافيا من بلاد الأندلس الى تخوم الصين ، دفعه الفضول للبحث عن الفنون التي سبقت ظهور الإسلام وكان لها تأثير في تطور المفاهيم والطرز الفنية في العالم الإسلامي .
ولقد أدَّى ذلك لإقتناء الشيخ ناصر تحفاً آثارية من آخر الألفية الثالثة قبل الميلاد مروراً بالعصور القديمة وفترة التحول وانتشار الدين الإسلامي .
ومع استمرار العمل رجوعاً بالزمن إلى الوراء، فقد تبع إكتشاف العصور الوسطى والقديمة أعمال بَحْثْ حول إسهامات الحضارة الهيلينية الإغريقية وقبل ذلك العصر الحديدي في آسيا الوسطى ، والعصر البرونزي في بلاد ما بين النهرين وباكتر
لمعرفة المزيد عن نشاطات دار الآثار الاسلامية اضغط هنا
أقامت دار كريستيز للمزادات في لندن بتاريخ 24 أكتوبر 2022 لقاء عرفان وتقدير ناصر صباح الأحمد الصباح
اضغط على اسم المتحدث للاستماع الى كلمته بتكريم ناصر الصباح